الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

لحظةُ تأمّل / أ . أحلام الحسن وصُلبَ الأدبُ على منصّة التّحكيم ..

جريدة صدى مصر / السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥
لحظةُ تأمّل / أ . أحلام الحسن
وصُلبَ الأدبُ على منصّة التّحكيم ..


ظاهرةٌ مؤلمةٌ طالما تكررتْ في وطننا الحبيب مملكة البحرين ، ظاهرة أدمتْ القلوبَ ، وأوجعتْ فنَّ الشّعر العريق ، وتوالتْ طعنًا في صدر الأدبِ حتى أدمته صريعًا ، وبكى الباكون عليه ، ورثاهُ الشّعراءُوالأدباء ، لقد صمتَ الجمهور سنوات ،وحُمل الأمرُ على حسن الظّن ، إلاّ أنّ الضّحية كان هو الأدب !! وفي كلّ عامٍ ومناسبٍة ٍ تُصلب أضاحيه ! وباسم الأدب !!!
ويُصرفُ آلآف الدّنانير على المسابقة ، وعلى الجوائز المالية الدّسمة للشاعر أو الشّاعرة الفائز !
وقد لاحظَ الشّعبُ البحريني الواعي في السنوات الماضية ، وفي هذا العام نتائج غير مرضيةٍ مطلقا ، فلا يمكنُ لمسابقةٍ أن يُشترك فيها فطاحل الشّعراء من كافة الدّول العربيّة و الخليجية ، لتخرجَ لنا في النّهاية النّتيجة بفوز قصيدةٍ هزيلةٍ ، لا ترتقي أبدًا لمستوى الشّعر بالمركز الأول !! فمن الظّلم للأدبِ بأن تُسمى شعرًا فهي لا تتعدى كونها خاطرة !
ويتساءل الجميع وبتعجب أين ذهبتْ قصائد المخضرمين من الشعراء ، والمشاركة من عدّة دول عربية !!!؟ هل جميعها أُحرقتْ !!
وتتكررُ المأسأة المدمية للقلوب في أكثر من منصّة ٍ وباسم آل محمّد ( ص) ، عندما تُصرفُ آلآف الدّنانير لهذه الجوائز لغير أهلها ، فهنالك وبلا أدنى شكّ ٍ إشكالية شرعيّة لحلّيتها ..
فهل غفلتْ الجهات المشرفة على هذا المسابقات عن ذلك !!
إنّ هذه المسابقات مسؤولية الجهة المقيمة لها ، من حيث اختيار الأفّضل معرفة ً لأصول الشّعر وأوزانه ، والأنزه للجنة التحكيم . . بل ونطالبها بترك هؤلاء المحكمين وبإختيار لجنة دوليةٍ مُحايدة من كافة الدّول العربية ، ولا تُحتكرُ لجنةُ التّحكيم على فئة ٍ محلّيةٍ معينة !! إن أرادوا فعلًا أن يكسبوا ثقة الجمهور البحريني والعربي ، وإلاّ فليغلقوا أبواب مسابقاتهم ، وليتقوا الله .
فمتى تستيقظُ الضّمائر ؟!
ومتى ستصحو المراكز المقيمة لمثل هذه المسابقات من سباتها !؟
فلا يساهموا في تشويه الأدب في بلدننا الحبيب .
ولا يساهموا في تبذير أموال المتبرعين لهذه المسابقات ..فيقفوا بين يدي الله ليسألهم عن هذا كلًه ..
لقد سقطتْ الأقنعة وليس بأيدينا إلاّ أن نرثي الحسين مرتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق