الأحد، 31 يناير 2016

موسوعة شعراء العربية م5 جـ 1 بقلم د فالح الكيلاني ابراهيـم الحصري القـيـرواني




موسوعة شعراء العربية م5 جـ 1
بقلم د فالح الكيلاني
ابراهيـم الحصري القـيـرواني
هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني المعروف بالحصري ( والحصري – بضم الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة – نسبة إلى عمل الحصر أو بيعها ) . وكانت هذه المهنة بالقيروان معروفة واشتهر فيها ابعض شعراء القيروان وكتابها
القيرواني.
ولد بمدينة القيروان التونسية ولذا لقب بالقيرواني سنة \390 هجرية – 1000 ميلادية وهناك خلاف في الروايات في سنة مولده
والقيروان مدينة بشمال افريقيا إفريقية، بناها عقبة بن عامر الصحابي، بعد الفتح الاسلامي .
وإفريقية سميت باسم (إفريقين بن قيس بن صيفي الحميري)، وهو الذي افتتح إفريقية فسميت باسمه وقتل ملكها جرجير، وسمي شعبها ( البربر ) فقيل لهم: ما أكثر بربرتكم ويقا ل لها ايضا : إفريقس..
والقيروان لغة: القافلة، وهو اعجمي معرب، وقيل ان قافلة نزلت بذات المكان، ثم بنيت المدينة في موضع نزول القافلة فسميت باسمها، وكذلك هو اسم للجيش أيضا، وقال ابن القطاع اللغوي: القيروان بفتح الراء معناها الجيش، وبضم الراء تعني القافلة..
نشأ فيها ابو اسحاق ابراهيم الحصري على العمل بالوراقة والنسخ، وكان جيد الخط، بارعاً في النسخ. ومن حسن حظه أن بيته كان بجوار جامع القيروان وملاسقا له فجعل الجامع بيته وخزانة كتبه. ومدرسته . اغلب اوقاته يقضيها مع كتبه واوراقه في الجامع و كان الناس يجتمعون فيه اليه. ولا زمه الشبا ب القيرواني من طلبة العلم والثقافة يأخذون عنه ، ويعد رأسا عندهم، وشرف لديهم، وكان عندهم من المكرمين فنظر في النحو والعروض، ثم أخذ في جمع الأخبار، ونظم الأشعار، فازدادت مكانته بين الناس، وهو الشاعر والكاتب الوحيد الذي لم تذكر الاخبار عنه انه خرج من القيروان بعد خرابها بل لازمها وبقي فيها حتى وفاته وانتشرت كتبه في المناطق المجاورة حتى وصلت إلى صقلية والمشرق وغيرها. ونتيجة لذلك وصلته الصلات من كل حدب وصوب.
ابراهيم بن علي الحصري هو ابن خالة الشاعر الضرير ابو الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني شاعر قصيدة :
( يالليل الصب متى غده اقيام الساعة موعده ؟ )
التي عارضها الكثير من الشعراء من وقت نظمه لها ولحد الان وقد عاصر الشاعر والكاتب ابن رشيق القيرواني وكتب عنه في كتابه التراجم وقد اورد له هذين البيتين :
إنى أحبّك حبّا ليس يبلغه ... فهم،
ولا ينتهى وصف إلى صفته
أقصى نهاية علمى فيه معرفتى
بالعجز منّى عن إدراك معرفته
واورد له ياقوت الحموي في كتابه الشهير :
يا هل بكيت كما بكت ورق الحمائم في الغصون
هتفت سحيرا، والربى للقطر رافعة الجفون
فكانها صاغت على شجو شجى تلك اللحون
دكّرتنى عهدا مضى للأنس منقطع القرين
فتصرمت أيامها وكأنها رجع الجفون
ومن شعره الغزلي هذه الابيات الجميلة :
كتمت هواك حتى عيل صبرى
وأدنتنى مكاتمتى لرمسى
ولم أقدر على إخفاء حال
يحول بها الأسى دون التأسى
وحبك مالك لحظى ولفظى
وإظهارى وإضمارى وحسى
فإن أنطق ففيك جميع نطقى
وان أسكت ففيك حديث نفسى
و الحصري ابو اسحاق ابراهيم شاعر مبدع وكاتب بارع و شعره مشهور ومدون .
توفي بمدينة ( المنصورة ) سنة \ 453 ثلاث وخمسين واربعمائة هجرية – 1059 ميلادية وهناك روايات مختلفة تقول انها توفي سنة \ 413 هجرية وقيل\ 460 هجرية – 1068 ميلادية
يتميز شعره بالجودة والبراعة وقال الشعر في اغلب الفنون الشعرية ، وله ديوان شعر ومن جميل شعره:
أورد قلبي الردى لام عـذارٍ بـدا
أسود كالكفر في أبيض مثل الهدى
وله عدة كتب اهمها :
1- كتاب (زهر الآداب وثمر الألباب ): كتابه الخالد وإنه ليسجع فيه حتى في تسمية كتبه، وكذلك كان يفعل في عهده المؤلفون وكان المتقدمون يصفونه انه جمع كلّ غريبة وهو وصف صادق، وتميز اتجاه بعض الأفكار في العصر الذى عاش فيه. جمع فيه كل غريبة في ثلاثة أجزاء، الفه سنة 450 هجرية لابي الفضل العباس الذي رحل الى المشرق ليشتري كتبا ليغنيه عن غيره من الكتب فهو كتاب شامل .
2- كتاب( المصون في سر الهوى المكنون) في مجلد واحد فيه ملح وآداب ونوادر
3- نور الطرف ونور الظرف
4 - كتاب العجائب والطرف .
ومن شعره هذه الابيات الرائعة :
ثناؤك كالروض في نشره
وجودك كالغيث في قطره
وما أنا من يبتغي نائلاً
بمدحك أن جاء في شعره
ولكن لساني إذا ما أردت
مديحا ً خطرت على ذكره
فخانت عدوك أيامه
ولاقى الكوارث من دهره
ولا عاش يوماً به آمناً
ولا بلغ السوء ل في أمره
اميرالبيان العربي
د.فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز
******************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق