الأحد، 31 يناير 2016

(( الحياة مرأة)) ابومهدي صالح


(( الحياة مرأة))
ابومهدي صالح
حَزَنْتُ حِينَ الضّمِيْرِمَاتَ في بَلَدِيْ
وَفَرْحَتِي في بَلَائي الـموتُ ذابغَدِي
مَا قَـادِمٌ فِيْ شِــتَاءٍ مِنْ هَوى كَنَفٌ
وَالصِّـيْـفُ مُرْتَحِــلٌ نَارٌ عَلَى خَمَـــدِ
يَالَيْــتَ مَا كَانَ فِي قَلْـبِي كَعَاشِــقَةٍ
جَـمْـــرٌ بِمَـــاءِ الوِصَــالِ زَالَ بالوعـدِ
هَـٰـذا يَــلُـــوْذُ بِرمْـــلٍ ، ذَاكَ بالجــبلِ
مَاء السَّــحَابِ عَليْهُما صـاغرُ العَمَـدِ
وَرُبَّــمَا بِـيْـنَ عَــبْـــدٍ نَفْـحَـةَ الـمـــَلِـكِ
وَرُبَّـــمَـــا حَـاكِــمٌ قَــد صَــارَ ذا صَرَدِ
ثَـمْـلٌ وَسَــكْرَانُ قَــدْ ســمّاهُ ذا مَـلِــكٌ
وَصَـــالِـــحٌ فَـالِـحٌ سّــمَّــاهُ بِالــعَــبِـــــدِ
ألْـفَـــيْـتُ كُـلّ خَـلِـيْلَــةٍ بِصَـاحِـــبِـــهَـا
تَنْـسَــى عَلى مُـــرِّهَا لَــيْلاً عَلَىٰ بَــرِدِ
يَاتَاهِــمٌ فِي وِصَـــالٍ أَنْــتَ شَــــاهِدُهُ
مَالِي أَرَى النَّاسُ عُمْيًّ لا تَرى بَلَـــدِي
قَدْ ضُــرّجَ الرَّدْنَ مِنْ دَمِيْ وَقَد سُـــرِقَ
طَــــرْفُ العِــــيُوْنِ بِلا عِــطْـــرٍ بِــلا وَرَدِ
مُــوْرُوْدُهَا فِي بـــطُوْنٍ سَـــائغٌ شَــــهَدُ
أوْلادُهَا مَا تَـرى غَـيْـر اللَسْـــعِ بالضَّمَدِ
أُمّــي إِلـى أَيْـنَ في أحْضَــانِكِ الجَـمَــرُ
إِنْ نَـــامَ فِــيــهِ اليَـتـيمُ صَــارَ كَالـرَّعـــدِ
حَلْــمِـي بَأنَّ النّــيَامَ فِــيـكِ قَد شَــــبَعُوا
إثْـــداءَ أو رَاحَـــةً أَوْ غَــفْـــــوَة السَــعَــدِ
يَا حِــيْرَةَ العَاشِـقُ الوَلْـهَانِ في العَقِــلِ
أَعَـــــارَ قَلْـــباً إِلــى مَنْ كَــانَ بالضُـــؤُدِ
حَيَّــانِ حَــيٌّ شَــهِيْدٌ فِي سَــمَاكِ طَوى
حَــيٌّ تُـقَــــاتِلُ فَـي إِنْـجَــــابِ مـنْ وَلَــــدِ
يَابِــنْـتَ دِجْــلَةَ يَا خَــيْرَ العــرُوْبـةِ أَنْــتِ
أَنْـــتِ وَاحَـــــةُ مِــنْ تِــيْجــانِ زَبْــرَجَـــدِ
أَوْدَعْـــــتِ أَوْلادِكِ الوَغَـــــىٰ بِــلا وَجَـــــلٍ
فَـكُـــلّــما مَـــاتَ قَـــد أَحْــيَـيِّتِـي أَسَـــدِ
إِنّـــي رَأَيْــــتُ الحَـيَـــاةَ مَـــــرْأَةً رَحِــــبُ
وَفِــي الـرّجَـالِ مِـمـَـاتُ اليـومِ أو بـِغَــــدِ
كُــلُّ الأيَادي تُعِـيــبُ الـوَصْـــلَ مَــانِــعَــةً
مَنْ لا يُشَــارِكُ فِـيْـهَـــا كَـانَ فـِي رَفَــــدِ
مَــظْـلُــوْمُ يَا وَطَـــنِــي حِيْنَ الظَّنَـا ذَكَــــرُ
مُسْتَصْرِخٌ فـِي جِــرَاحِـكَ الهَوَىٰ كَـبِـدِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق